لا أستطيع النوم دون العادة السرية .. فماذا أفعل ؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 19 سنة، أعاني من إدمان شديد على العادة السرية؛ إذ أنني أمارسها على فراش النوم، وهنا صراحةً تكمن المشكلة, فقد بت لا أستطيع النوم حتى أستمني على الفراش، وهذه العادة اكتسبتها منذ أن كنت في عمر 6 سنوات،
فكنت أستلقي في الفراش على بطني وأضع يدي على فرجي, وأشغل تفكيري بصور النساء اللاتي رأيتهن على التلفاز، ولم آخذ هذه العادة من أحد, ولم أعرف كيف اكتسبتها، وعندما بلغت كنت أمارس - كعادتي - هذه العادة, وتفاجأت بخروج السائل الذي كنت أظنه بادئ الأمر بولاً -

أجلَّكم الله - إلى أن ذهبت إلى الحمام وشممت رائحته، وازدادت ممارستي للعادة السرية أكثر بعد البلوغ، وحاولت جاهدًا مرارًا وتكرارًا أن أترك العادة السرية, ولكني لم أوفق حتى وصلت لهذه المرحلة: أنني لا أستطيع النوم حتى أستمني، وإذا استيقظت بالليل فلا أستطيع العودة للنوم حتى أستمني مرةً أخرى.

أعاني الآن من مشاكل في النظر، فلا أستطيع الاستغناء عن النظارة، وعندي تشتت في التفكير, وضعف في التركيز، وقلة ثقة بالنفس والمظهر الخارجي لهيئتي، وآلام أسفل الظهر، فعندما أستلقي على فراشي الناعم كأنني أستلقي على أرض صلبة، وآلام بالمفاصل لاحظتها عندما أحاول أن أشغل نفسي عن العادة السرية وأنا على الفراش باللعب بالجوال, فأشعر بآلام بيدي, فأرمي الجوال, وأعود لأمارس العادة السرية حتى أستطيع النوم.
لا أخفيكم - يا إخوان - والله إنني – والحمد لله - محافظ على صلاة الفجر بالمسجد, ولي ورد يومي من القرآن, وأصلي السنن الرواتب, وأصوم الاثنين والخميس, وأنا بغربة من أجل الدراسة, ولكن لم يوفقني الله لترك هذه العادة القبيحة, والآن ومع دراستي بجامعة مختلطة تعقدت الأمور أكثر.

بعد أن بحثت بالإنترنت عن علاج العادة السرية، لم أوفق - كما أسلفت - لتركها، فقمت بالبحث عن علاجها بالأدوية والعقاقير الطبية, ووجدت ما ملخصه:ـ(بالنسبة للشهوة فيمكن تهدئة الشهوة - الرغبة الجنسية - باستخدام بعض العقاقير بجرعات خفيفة، ويستخدم بعض الأخصائيين جرعة ليلية تتكون من "قرص تريبتيزول 25 مجم + قرص ميليريل 30 مجم"، مع ملاحظة أن هذه العقاقير تؤثر على الرغبة الجنسية فتقللها, وتؤثر على الانتصاب فتقلله أيضًا)؛ فهل هذه العقاقير مجدية؟
وما تأثيرها على الجسد؟

وهل أشرع بتناولها؟ أم تنصحوني بشيء آخر؟
أرجو منكم التكرم والنظر جديًا في حالتي، وإرشادي إلى أسرع وأسهل الطرق للإقلاع عن العادة السرية - إن أمكن ذلك - فقد وصلت لمرحلة اليأس حتى فكرت جديًا بتعاطي الأدوية، فالأمر صعب علي أن أترك عادة أمارسها منذ 12 سنة تقريبًا!.
بارك الله لكم, ونفع بكم.
الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإن ممارستك للعادة السرية هي ممارسة مكتسبة طويلة الأمد، وفي عمر الست سنوات بالطبع لا توجد لذة، إنما هو نوع من الاستشعار الإحساسي يشعرك بالراحة، وبعد ذلك تطور الأمر لديك، وأصحبت مدمنًا على هذه العادة السيئة.
وأعتقد أن إدمانك قد أخذ الآن الطابع الوسواسي النمطي الطقوسي، فأنت تمارسها في الفراش بصورة معينة, وفي وقت معين, وفي وضعية معينة.

قبل أن أتحدث عن موضوع الأدوية:
أولاً: أريدك أن تفكر جيدًا ومليًّا في أن الشيء المكتسب يمكن أن يفقده الإنسان من خلال التعليم المضاد، وممارستك لهذه العادة هي أمر مكتسب, ليست غريزية أو فطرية, هذا أولاً.

ثانيًا: ليست لديك زيادة في الشهوة الجنسية كما تعتقد، فهذه ليست زيادة، إنما هو نمط وسواسي جعلك تعتقد هذا الاعتقاد.
ثالثًا: موضوع محافظتك على الصلاة وتلاوة القرآن وصيام الاثنين والخميس، لا شك أنه أمر جميل وعظيم، لكن عليك أن تتذكر أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والذي تقوم به لا شك أنه أمر منكر؛ ولذا أريدك أن تحسن من أدائك لعباداتك، فهذا مهم جدًّا، والإنسان يجب أن يسأل نفسه: (لماذا أعيش هذا التناقض؟) ويقول علماء السلوك: إن المتنافرات لا تلتقي في حيز واحد أبدًا, فيجب أن تراجع نفسك, وترتقي بصلاتك لمقامات أعلى، وعليك بالدعاء، فهو سلاح في مثل هذه المواقف.
رابعًا: أريدك بالفعل أن تكسر النمطية، وقد حاولت أن تكسرها من خلال شغل نفسك بالجوّال وهكذا، لكن هذا لا يكفي:
بل عليك أن تتبع التالي:

1) لا تذهب إلى الفراش إلا بعد أن تشعر بالنعاس.
2) ارقد من البداية على شقك الأيمن, واقرأ أذكار النوم، وقل لنفسك: (لن أتحرك ولن أغير هذا الوضع مهما كانت الظروف، ولن أمارس العادة السرية) فأنت جعلت رابطًا قويًا جدًّا يؤدي إلى فك الارتباط الشرطي، وهو أذكار النوم وعدم تغيير وضعية النوم.
إن حرصت على هذا النمط بهذه الكيفية فهذا سوف يساعدك كثيرًا، وإن شاء الله تعالى تتخلص من هذه العادة.
خامسًا: لابد أن تضخم وتجسم تفكيرك في مضار العادة السرية، فلا تأخذ الأمور بتهاون، بل يجب أن تضع كوابح لنفسك، فهي سيئة، وهي ليست سرية، بل أصبحت معلنة تمامًا، ومضارها النفسية كثيرة جدًّا فهي تسبب القلق، والانطواء والانكباب على النفس، واضمحلال التفكير، ولها أضرار جنسية مستقبلية، فيجب أن تنظر لها من هذا المنوال.

سادسًا: عليك بممارسة الرياضة، فالرياضة مهمة جدًّا، وعليك بمصاحبة الخيرين والطيبين من الشباب، ولا تتحدث معهم حول العادة السرية، ولكن فكر أن هؤلاء لا يمارسونها, فلماذا أمارسها أنا؟! وخذ هذا النوع من القدوة والنموذج.
الموضوع الأخير هو موضوع الأدوية التي تحدثت عنها:

عقار (تريبتيزول Tryptizol), والذي يعرف علميًا باسم (إميتربتالين Amitriptyline) هو دواء مضاد للقلق والتوتر والاكتئاب في الأصل.

وعقار (ميليريل Melleril), والذي يسمى (ثيوريدازين Thioridazine) هذا مضاد للذهان, لكنه يستعمل بجرعات صغيرة كمضاد للقلق والتوتر، وهنالك دراسات تُشير أن هذه الأدوية – وهي أدوية قديمة جدًّا – ربما تقلل من الرغبة الجنسية لدى بعض الناس.
فإن أردت أن تجربها فلا مانع من ذلك، وأرجو أن تعرف أنها سوف تؤدي إلى زيادة في النوم، فيمكن أن تتناولها قبل ذهابك لفراشك بساعة، وبعد ذلك - كما ذكرت - ارقد على شقك الأيمن واقرأ أذكار النوم، ويمكن أن تخوض تجربتك مع هذه الأدوية مع تطبيق ما ذكرته لك من إرشاد.

وفي نهاية الأمر: أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق السداد.
0